التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين 46 وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون 47}

صفحة 1982 - الجزء 3

  · القراءة: قرأ حمزة: «ولِيحكمَ» بكسر اللام، وفتح الميم، على لام كي، والباقون بجزمها، على لام الأمر.

  · اللغة: القفو: الاتباع، يقال: قفوت أثره، وقفاه يقفوه قفوًا، ومنه: قافية الشعر؛ لأنه يتبع الوزن على تشاكل المقاطع، ومنه: القفا، وُيثَنَّى قَفَوَان، وأصلها الواو، ولكنها لما صارت رابعة انقلبت ياء.

  والأثر في الأصل: العمل الظاهر للحس، وآثار القوم: ما اتفق من أعمالهم، والمآثر: المكارم التي يأثرها الخلف عن السلف؛ لأنها أعمال تظهر فضيلة النفس.

  والحكم: فصل الأمر.

  · الإعراب: «مصدقًا» نصب على الحال، والثاني غير معطوف على النور، ولكن تقديره كأنه قيل: آتيناه نورًا مصدقًا، و «هدى» محله نصب عطفًا على «مصدقًا».

  · المعنى: لما تقدم ذكر اليهود أتبعه بخطاب النصارى، فقال سبحانه: «وَقَفَّينَا» أتبعنا «عَلَى آثَارِهِمْ» قيل: على آثار النبيين، وقد تقدم ذكرهم عند أكثر المفسرين، وقيل: هم الَّذِينَ فرض عليهم الحكم الَّذِينَ تقدم ذكرهم، عن أبي علي فرده، إلى الأقرب إليه، والأول أوجه «بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» يعني بعثناه رسولاً بعدهم «مُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ» أي لما قبله كما يقال: لما يأتي بعده خلفه، وقيل: في تصديقه التوراة أنه أقر أنه حق منزل على موسى، وقيل: تصديقه العمل بها لم ينسخه الإنجيل، وقيل: جاء