قوله تعالى: {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 47}
  · اللغة: الفضيلة: الدرجة والرفعة في الفضل، وضده النقص، والتفضيل: الترجيح في الفضل، ونقيضه التسوية.
  · المعنى: ثم ذكرهم اللَّه تعالى نعمه فقال تعالى: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» يا بني يعقوب.
  ويقال: لم كرر يا بني إسرائيل؟
  قلنا: تأكيدًا للتنبيه على عظيم النعم عليهم، كما يقول أهل اللغة: اذهب اذهب، عَجِّلْ عَجِّلْ. وقيل: الأول جاء على الجملة، والثاني على جهة التفصيل، وقيل:
  في الأول ذَكَّرَهُمْ نعمه على أنفسهم، وههنا ذكرهم نعمه على آبائهم، «اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ» يعني ما أعطيتكم من نعم الدين والدنيا، «وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ» قيل: بكثرة الرسل والكتب إليهم، وقيل: بكثرة الأنبياء منهم، وقيل: بالنعم العظام دينًا ودنيا كالمن والسلوى والنجاة من فرعون، وما آتاهم من الملك وعلم الدين، عن أبي علي.
  ويقال: لم قال: «فَضَّلْتُكُمْ» وإنما فضل الآباء؟
  قلنا: لأن فيما أعطى الآباء شرفًا للأبناء، وذلك مشهور في العادة وكلام العرب.
  «عَلَى الْعَالَمِينَ» قيل: عَالَمِي زمانهم، عن الحسن وقتادة وأبي العالية ومجاهد، وقيل: التفضيل مخصوص كقولك: فضل زيد على عمرو في الشجاعة لا يدل على أنه أفضل منه على الإطلاق، والتخصيص في التفضيل لا في العالمين، يعني فضلتكم بما أنعممت عليكم على العالمين.
  · الأحكام: الآية تدل على أنه تعالى فضل بني إسرائيل بنعم الدين والدنيا.