قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 51 فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين 52 ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين 53}
  العراق، فمن حذف الواو جعل قوله: «يقول» متصلاً بما قبله أي: (من عنده فيصبحوا «عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادمينَ» «وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا» وإذا قرئ بالواو فهو على الاستئناف.
  وقرأ أبو عمرو ويعقوب «ويَقُولَ» بالنصب، الباقون بالرفع، فمن نصب فعلى تقدير: فعسى أن يقول، ومن رفع فعلى الاستئناف أي: ويقول الَّذِينَ آمنوا.
  · اللغة: الاتخاذ: افتعال من الأخذ، والأصل ايْتِخَاذ أبدلت الياء تاء وأدغمت التي بعدها، والأخذ: التناول، أَخَذَ الكتاب، والاتخاذ إعداد الشيء لأمر.
  والولي: النصير؛ لأنه يلي بالنصرة صاحبه، والولي نقيض العدو، ولا تجتمع الولاية والعداوة.
  والدائرة: الدولة؛ أي تَحَوُّلٌ عمن كانت له إلى مَنْ صارت إليه، وأصله من دار يدور دورانًا، والدَّوَّارِيّ: الدهر يدور بالإنسان أحوالا، قال العجاج:
  والدَّهْرِ بِالْإنِسْانِ دَوَّارِيُّ
  ويُقال لحوادث الدهر: دائرة، ومنه: الدوار في الرأس، ومنه: دار الإنسان، والدَّارِيّ: المقيم في داره، وهو العطار أيضًا.
  والفَتْحُ: أصله فصل الحكم، وقيل: الفتح والفتاحة الحكم، واللَّه الفتاح، والفاتح أي الحاكم، والفتح: النصر، واستفتحت: استنصرت.
  وأصبح: دخل في الصباح، كما يقال: أمسى دخل في المساء ثم يستعمل أصبح من غير أن يراد الصباح، يقال: أصبح يفعل كذا تشبيهًا؛ لأنه بمنزلة من أصبح كذلك،