التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 54}

صفحة 1998 - الجزء 3

  · اللغة: يقال: رددت الشيء رَدًّا، والمرتد الذي يرد نفسه إلى الكفر.

  الذِّلُّ بكسر الذال: ضد الصعوبة، وبضمها: ضد العز، وهما مختلفان؛ لأن الأول اللين والانقياد، والثاني الهوان والاستخفاف، يقال: دابة ذلول: بَيّنَةُ الذِّلِّ، ورجل ذلول: بَيِّنُ الذُّلّ، ويقال لما وطئ من الطريق ذل، والأذلة: جمع ذليل، فهو قياس مطرد في باب المضاعف، فإذا كان فعيل صفة لا تضعيف فيه جُمِعَ على فعلاء نحو: كريم وكرماء، وإذا كان اسمًا جمع على أفعلة كجَرِيبٍ وأجربة، وقفيز وأقفزة، وأصل الباب: اللين، فكأن الذليل إنما صار كذلك لِلِينِهِ.

  والعَزَازُ: الأرض الصلبة، وعززت فلانًا على أمره: غلبته عليه، ورجل مِعزاز:

  شديد المرض، والعَزَّاءُ: السنة الشديدة، والعز خلاف الذل، وَعَزَّ الشيء: إذا لم يُقْدَرْ عليه، وأصل الباب: الامتناع.

  واللَّوْمُ: العذل، لُمْتُهُ لومًا، والرجل مَلُومٌ، والمُلِيمُ الذي يستحق اللوم، واللوماء الملامة، ورجل لُوَمَةٌ يلوم الناس، ولُوْمَةٌ بسكون الواو يلومه الناسُ.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في أبي بكر الصديق، وأصحابه، قاتلوا أهل الردة بعد رسول اللَّه ÷ حتى رجع إلى الإسلام مَنْ رجع، وقتل مَنْ قتل، عن علي والحسن وقتادة والضحاك وابن جريج، والقصة مشهورة.

  وقيل: نزلت في الأنصار، عن السدي.

  وقيل: نزلت في أهل اليمن، عن مجاهد. وعن عياض بن غنم قال: لما نزلت الآية أومأ رسول اللَّه ÷ إلى أبي موسى، وقال: «هم قوم هذا».