قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 54}
  وقيل: نزلت في أحياء من أهل اليمن: النخع، وكندة، وبجيلة وغيرهم جاهدوا.
  يوم القادسية، عن الكلبي. وروي في خبر مرفوع أنهم الفرس، وروي أن النبي، ÷ سئل عن هذه الآية، فضرب بيده على عاتق سلمان، وقال: «هذا وذووه»: قال: «لو كان الدين معلقًا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس».
  وقيل: نزلت في علي لما دفع إليه الراية، وقال: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله».
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: لما أمر بقطع موالاة الكفار وأن اللَّه لغني عنهم، وينصر المسلمين بين بعد ذلك حال من يرتد، وغنى اللَّه عنهم في إعزاز دينه، وقدرته أن يأتي بغيرهم من المؤمنين ليجاهدوا، عن أبي مسلم، وقيل: لما بين أن المنافقين يتربصون الدوائر وعلم أن قومًا منهم يتربصون. موت النبي ÷ ليناصبوا الحرب بعده في هدم أمره بعد وفاته، فأعلمهم اللَّه تعالى أن ذلك كائن، وأنهم لا ينالون أملهم في أمته، وأنه تعالى يخزيهم، وينصر دينه، ويأتي قوم يجاهدون في سبيله، ويقومون بأمر دينه، عن الأصم.
  · المعنى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ» أي يرجع عن دين الإسلام، ويعود