قوله تعالى: {وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون 61 وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون 62 لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون 63}
  الحق «وَأَكلِهِمُ السُّحْتَ» الحرام والرشوة «لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» أي بئس الصنيع صنيعهم حيث أجمعوا على معصية اللَّه إما ثابت على الإثم أو كاتم للحق أو تارك للنهي.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى عَرَّفَهُ من حالهم ما يجري مجرى الغيب، فيكون معجزة له، وبيانًا لنفاقهم، وتدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتدل على أن تارك النهي عن المنكر مع التمكن كمرتكبه في أن كل واحد ساء صنعه، وتدل على أن أخذ الرشا في الحكم سُحْتٌ، وسئل عمر بن الخطاب ¥ عن ذلك فقال: هو كفر، وإنما السحت أن تطلب الجاه إلى ذي سلطان لأخيك ثم تأكل ماله، وقيل: ليس آية في القرآن أشد تخويفًا للعلماء منها، وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه:
  منها: أنه وصفهم بالدخول به والخروج به، دل أن الكفر والدخول والخروج فعلهم.
  ومنها: أنه وصفهم بالمسارعة.
  ومنها: وصفه بأنه عملهم وصنيعهم.
  ومنها: أنه أضاف السحت إليهم.
  ومنها: وصفه إياهم بقول الإثم.
  ومنها: توبيخهم وذمهم.
  ومنها: إضافة الكتمان إليهم.