قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين 64 ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم 65 ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون 66}
  والثاني: كقولهم: لفلان علي يَدٌ، أي نعمة أشكرها له، وسمي بذلك؛ لأن اليد سبب، وصلة النعمة.
  والثالث: كقوله: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} وسمي بذلك؛ لأن أكثر ما يتقوى به على الأعمال اليد.
  والرابع: كقوله: {بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}.
  والخامس: كقوله: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} لأن أكثر الأعمال باليد، فأما ما يقوله الكلابية أن اليد صفة من صفاته تعالى ففاسد؛ لأن هذه الصفة غير معقولة، لا في الشاهد ولا في الغائب، ولأن اليد بمعنى الصفة غير موجودة في لغة العرب، ولأن كل صفة لله تعالى لا يدل عليها فعله إما بنفسه أو بواسطة فإثباته محال، ولا تدل أفعاله عليها، ولو جاز أن يقال: له يد بمعنى صفة جاز في الساق والقَدَمِ والعين والرأس ونحوه فيؤدي إلى الجهالات.
  والغُلُّ معروف، وفي رقبته غل من حديد، وغُلَّ فلان: جُعِلَ في عنقه غل.
  والوَقُود بفتح الواو: الحطب، وبضمها: المصدر، وقد وقودًا، والوقود نفس النار يقال: وَقَدَتِ النار تَقِدُ، وأوقدتها أنا، وذكر النار في الحرب توسع، وكثيرًا ما تذكره العرب يقولون: حمي الوطيس، ويصلى بنار الحرب، وأسعرت الحرب، واستوقد بمعنى أوقد، ومنه: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} أي أوقدها.
  ويقال: أطْفَأْتُ النار، وطَفِئَتْ هي.
  والاقتصاد أصله القصد، وهي الاستقامة، والاقتصاد الاستواء في العمل المؤدي إلى الفرض، وأقصد السهم إذا أصاب، وقصدت قصده: نحوت نحوه.