التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين 68 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 69}

صفحة 2035 - الجزء 3

  الأول: لضعف عمل (إن) عن الكسائي وقال فيه قولًا آخر: إنه عطف على الضمير في «هادوا» كأنه قيل: هم والصابئون، وقال علي بن عيسى: وهذا غلط من وجهين: أحدهما: أن الصابئ لا يشارك اليهودي، والآخر: أنه عطف على الضمير المتصل من غير تأكيد بالمنفصل.

  الثاني: لأنه عطف على ما لا يتبين فيه الإعراب مع ضعف (إن)، وهذا قول الفراء.

  الثالث: قول سيبويه: إنه على التقديم والتأخير، وتقديره: إن الَّذِينَ آمنوا والَّذِينَ هادوا والنصارى من آمن بِاللَّهِ واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، ونحوه قول الشاعر:

  فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالمدينة رَحْلُهُ ... فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بها لَغَرِيبُ

  تقديره: فإني بها غريب وقيار كذلك. «صَالِحًا»: نصب لأنه نعتٌ لمصدر محذوف؛ أي: عملاً صالحًا.

  · النزول: عن ابن عباس قال: «جاء جماعة من اليهود إلى رسول اللَّه ÷، وقالوا: يا محمد ألست تقول: إن التوراة حق من عند اللَّه؟ قال: «بلى»، قالوا: فإنا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها، فنزلت: «قُلْ يَا أَهْلَ الكتابِ».