قوله تعالى: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون 75 قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم 76 قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل 77}
  · الأحكام: تدل الآية على أن الكفر يدخل في الأقوال كما يدخل في الاعتقاد، خلاف ما يقوله بعضهم: إنه يدخل في الاعتقاد فقط.
  وتدل على أن في النصارى من يقول: المسيح إله، ومنهم من يقول: ثالث ثلاثة، والنصارى ثلاث فرق: النسطورية، واليعقوبية، والملكية، ولهم فرق أخر غير مشهورة، ويقولون: إن الإله جوهر واحد ثلاثة أقانيم، وقالوا: إن الإله اتحد بالمسيح، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: يصير اللاهوت والناسوت شيئًا واحدًا، والقديم والمحدث قديمًا، ومنهم من قال: هما شيئان.
  وتدل على أن الظالم لا ناصر له، فتدل على أنه لا شفاعة لهم، فيبطل قول المرجئة، والمعتبر بإطلاق اللفظ.
  وتدل على أن النصارى كفرت بأن قالوا: ثالث ثلاثة، فمن أثبت معه قديمًا وافقه في المعنى.
  وتدل على أن الإله واحد، ولو كان معه قديم - والقدم من أخص الوصف - لأوجب المشاركة والمماثلة فيوجب كونه إلهًا، فمن هذا الوجه تدل على أنه لا قديم معه.
  وتدل على أن التوبة مع جميع الذنب مقبولة؛ لأنها إذا قبلت من الكفر فما دونه أولى، فيدل على أن المغفرة تطلب بالتوبة.
قوله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٧٥ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٧٦ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ٧٧}