التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 78 كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون 79 ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون 80 ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون 81}

صفحة 2048 - الجزء 3

  ويقال: أيُّ لام هي في قوله: «لبئس»؟

  قلنا: لام القسم، وفتحت كما فتحت لام الابتداء، إلا أنها لما لم تكن عاملة كعمل لام الإضافة اختير لهما أخف الحركات.

  ويقال: أيُّ (ما) في قوله: «لَبِئْسَ مَا»؟

  قلنا: فيه قولان: أحدهما أن تكون كافة، والثاني: أن تكون اسم نكرة، على تقدير: بئس شيئًا فعلوه.

  ويقال: ما موضع (أن) في قوله: «أَنْ سَخِطَ اللَّهُ»؟

  قلنا: فيه قولان: الأول: رفع على تقدير قولك: بئس رجلاً زيد، الثاني: جر، على تقدير: لأن سخط اللَّه عليهم.

  ويقال: ما معنى (لو) في قوله: «وَلَوْ كَانوا»؟

  قلنا: معناه النفي لإيمانهم.

  · النزول: «تَرَى كَثِيرًا» قيل: نزلت في اليهود الَّذِينَ تولوا المشركين نحو أهل خيبر، وكعب بن الأشرف، وقيل: نزلت في المنافقين الدين تولوا اليهود.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما جرى على أسلافهم، فقال سبحانه: «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» قيل: لعنوا على لسان داود فصاروا قردة، وعلى لسان عيسى فصاروا خنازير، عن الحسن ومجاهد، وقيل: لعنوا عذبوا، وقيل: لبسوا الذلة والمسكنة، ومعنى لعنوا: أي دعاء عليهم باللعن، وقيل: معنى اللعن على