قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 87 وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون 88}
  والاعتداء: تجاوز الحد.
  والرزق: العطاء الجاري في الحكم، ومنه: رزق السلطان، وحَدُّ الرزق: ما له أن ينتفع به، وليس لأحد منعه؛ ولهذا لا يوصف اللَّه تعالى بأن له رزقًا، كما لا يوصف بأن له مِلْكًا؛ لأن الانتفاع لا يجوز عليه، والحرام ليس برزق كما أنه ليس بِمِلْكٍ.
  · النزول: قيل: نزلت في أناس اجتمعوا في دار عثمان بن مظعون، وكان رسول اللَّه ÷ خوفهم وذكرهم القيامة، منهم: أبو بكر، وعلي، وابن مسعود، وأبو ذر وسالم، والمقداد، وسلمان، وقالوا: نصوم النهار، ونقوم الليل، ولا ننام، ولا نأكل اللحم، ولا نقرب النساء، والطيب، ونلبس المسوح، ونترهب، وأراد بعضهم قطع مذاكيرهم، فبلغ ذلك رسول اللَّه، ÷، فقال لهم: «إني لم أوْمَرْ بذلك، فلا آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانًا، اعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم، فشدد اللَّه عليهم، أولئك بقاياهم في الصوامع». ونزلت هذه الآية فيهم، عن جماعة من المفسرين، وقال ابن مسعود: كنا نغزو، وليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي، فنهانا عن ذلك. وقرأ عبد اللَّه الآية.
  وقيل: نزلت في رجال قالوا: نترهب ونقطع مذاكيرنا، عن الضحاك.
  وقيل: همْ رجال من الصحابة حرموا اللحم والنساء، عن قتادة.