قوله تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين 92 ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين 93}
  الميل، وجنح مال، والجُناح الإثم لميله عن طريق الحق، وجناحا الطائر لميلهما في شقيه. والطعام: ما يطعم أي يؤكل يقال: طعمنا الشيء طعمًا، والإطعام يقع في كل ما يطعم حتى الماء قال اللَّه تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} وقال ÷ في زمزم: «إنها طعام طعم، وشفاء سقم».
  · الإعراب: (ما) في قوله: «أنما» كافة لـ (أن) عن عملها، و (أطيعوا) عطف على «فاجتنبوه»، كأنه قيل: اجتنبوا ما يزينه الشيطان لكم واعصوه فيه، وأطيعوا اللَّه ورسوله واحذروا من مخالفتهما، عن أبي مسلم.
  · النزول: قيل: لما نزل تحريم الخمر قالت الصحابة: كيف بمن مات من إخواننا، وهم شربوها، فنزلت الآية، عن ابن عباس وأنس بن مالك والبراء بن عازب ومجاهد والضحاك وقتادة، قال أنس: بينا أدير الكأس على جماعة من الصحابة إذ سمعنا مناديًا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فأهرقنا الشراب وكسرنا القلال، وتوضأنا وأصبنا من الطيب، ثم خرجنا إلى المسجد فإذا رسول اللَّه ÷ يقرأ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ» فقال رجل منا: يا رسول اللَّه فما منزلة من مات منا وقد شربها؟ فأنزل اللَّه تعالى: «لَيسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا» الآية.
  وروي أنهم قالوا: كيف بإخواننا الَّذِينَ ماتوا وهي في بطونهم، فقد أكلوا القمار، وشربوا الخمر، وكيف بإخواننا الغُيَّب في البلدان لا يشعرون بهذا التحريم، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في قوم منهم عثمان بن مظعون وغيره، حرموا اللحم على أنفسهم،