قوله تعالى: {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون 50}
  البحر عليهم، وقيل: تنظرون إلى نجاتكم وهلاك قوم فرعون ومصارعهم، عن الأصم، وفي هذا زيادة نعمة؛ لأن من رأى عدوه يهلك مع كونه معافى كان السرور أتم، ويجب الشكر على النعمتين.
  · الأحكام: الآية تدل على آيات باهرة لموسى من فرق البحر، ونجاة قومه، وغرق آل فرعون.
  ومتى قيل: كيف لم يُسَوِّ اللَّه بين الخلق في هذه الآيات التي أعطيت بني إسرائيل؟
  قلنا: كانت الآيات إنما تجيء على قدر الحاجة، وبحسب المصلحة، فبحسب اختلاف المصالح اختلفت الآيات.
  وتدل على أن هلاك الظالم نعمة يجب عليها الشكر، ولا يجوز التأسف عليه، وتدل على أن تفريق البحر كان لطفًا لبني إسرائيل، ومعجزة لموسى، وداعيًا لفرعون وقومه إلى الإيمان.
  وتدل على نبوة نبينا محمد ÷ لما أخبرهم عن أسرار ما في كتبهم، مع كونه أميًا لم يقرأ كتابًا، فدل من هذا الوجه على نبوته.
  القصة
  يقال: كيف كان نجاتهم وغرق فرعون؟
  قلنا: قال ابن عباس: أوحى اللَّه إلى موسى أن أسر بعبادي ليلاً، فسرى موسى ببني إسرائيل، وأتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث، وكان موسى في ستمائة ألف، فمروا حتى هجموا على البحر، فالتفتوا فإذا هم بِرَهَجِ دواب فرعون، فقالوا: يا موسى هذا البحر أمامنا، وهذا فرعون قرب منا، فقال موسى #: عسى ربكم أن يهلك عدوكم، وأوحى اللَّه إليه أن اضرب بعصاك البحر، وأوحى اللَّه إلى البحر أن اسمع لموسى وأطع، فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق،