التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم 97}

صفحة 2095 - الجزء 3

  وتدل على تحريم الأكل والبيع والشراء والإمساك؛ لأن إطلاق التحريم يقتضي تحريم سائر الانتفاع.

  وإذا صال صيد على محرم فقتله فعليه الجزاء، عند أبي حنيفة، وقال الهادي: لا جزاء عليه.

  وتدل على أن التقوى فعل العبد لذلك أمر به، وتدل على الحشر والجزاء يوم القيامة.

قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٩٧}

  · القراءة: قرأ ابن عامر «قِيمًاً» بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف وهما لغتان.

  · اللغة: الجَعْلُ يستعمل على وجوه بمعني الخلق كقوله: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} ومعنى صَيَّرَ كقوله: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}، و {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وجعل بمعنى عمل، يقال: جعلت الشيء بعضه فوق بعض، وجعل بمعنى بَيَّنَ وحكم، كقوله: {جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٧}، وجعل بمعنى وَصَفَ وسمى، يقال: جعله أعلم الناس وجعله مؤمنا، وجعله فاسقًا، أي وصفه بذلك، ومنه قوله: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} الزخرف: ١٩.

  والكعب: أصله النتوء، ومنه كَعَبَتْ المرأة؛ إذا نتأ ثديها، وكل شيء علا