قوله تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم 98 ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون 99}
  وتدل على صحة الخبر عن الشيء قبل كونه وصحة العلم به، وقوله: «بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ» عموم لا يدخله التخصيص.
قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٩٨ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ٩٩}
  · اللغة: العقاب: الألم المستحق على طريق الهوان؛ لأنه مأخوذ من الاستحقاق: عقيب الذنب، وأصل الباب: أن يجيء الشيء عقيب الشيء، ومنه عقب الرجل ولده ونسله، ومنه عاقبة الأمر، ومنه قوله: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ}.
  والمغفرة: ستر الخطيئة وأصله الستر، ومنه المِغْفَر.
  والرسول أصله الإطلاق من قولهم: أرسل الطير إرسالاً إذا أطلقه، ومنه: {والمرسلات} قيل: الخيل، وقيل: الرياح.
  والبلاغ: وصول المعنى إلى غيره، وأصل البلاغ البلوغ، بلغ يبلغ بلوغًا، وأبلغه إبلاغًا، ومنه البلاغة؛ لأنه إيصال المعنى إلى النفس في أحسن صورة، وتَبَالَغَ: إذا تعاطى البلاغة، وليس ببليغ.
  · الإعراب: «ما تبدون» محله نصب بـ «يعلم».
  · المعنى: لما تقدم بيان الأحكام عقبه بذكر الوعد والوعيد، فقال سبحانه: «اعْلَمُوا» أيها الناس «أَنَّ اللَّه شَدِيدُ الْعِقَابِ» لمن عصاه «وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لمن أناب إليه وندم على ما سلف، رحيم بالمطيعين، وقيل: غفور لمن تاب فوجبت له رحمته، ثم بيّن