قوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله ياأولي الألباب لعلكم تفلحون 100}
  · اللغة: الاستواء: الاستمرار على جهة واحدة، ونظيره: الاستقامة والاعتدال، ونقيضه:
  الاعوجاج، واستوى يستعمل على وجوه: استوى: اعتدل، واستوى: استقر بالمكان، واستوى: استولى، واستوى: قصد.
  والخبيث أصله الرديء، ومنه خبث الحديد: رديئه بعدما يخلص بالنار جيده، والخبيث ضد الطيب.
  والعجب والإعجاب والتعجب من أصل واحد، وهو عجب يعجب عجيبًا، والعجب والعُجاب: الأمر يتعجب منه.
  والفلاح: الظفر بالبُغْيَةِ.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ» بما قبله، وقوله: «فَاتَّقُوا اللَّهَ» بما قبله؟
  قلنا: لما بين الحلال والحرام بين أنهما لا يستويان فيما يؤديان إليه فاتقوا الحرام. وقيل: لما تقدم أن على الرسول البلاغ فمما دخل في البلاغ ألا يستوي الخبيث والطيب، ثم العمل عليكم، فاتقوا الخبيث. وقيل: لما تقدم أحوال المكلفين بين أنه لا يستوي مَنْ يؤمن ومن لا يؤمن فاتقوا الكفر والمعاصي.
  · المعنى: «قُلْ» يا محمد «لاَ يَسْتَوِي الْخبِيثُ وَالطَّيِّبُ» قيل: الحلال والحرام، عن أبي علي، وقيل: الكافر والمؤمن، والمحق والمبطل، عن السدي «وَلَوْ أَعْجَبَكَ» أيها السامع، أو أيها الإنسان، وقيل: هو على لفظ الواحد، والمراد به الجمع دليله قوله: «فَاتَّقُوا». «كَثْرَةُ الْخَبِيثِ» يعني وإن أعجبك كثرته وحسنه فهو بالإضافة إلى سوء العاقبة رديء، فهو بمنزلة الخبيص المسموم «فاتَّقُوا اللَّهَ» أي اتقوا عذابه باتقاء معاصيه «يَا