التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {مالك يوم الدين 4}

صفحة 209 - الجزء 1

  واليوم: اسم لوقت طلوع الشمس إلى غروبها، ويستعمل بمعنى الوقت، يقال: أيام بني العباس، وسمي يوم القيامة؛ لأنه بمقدار يمتد فيه الضياء إلى أن يستقر أهل كل دار فيها.

  والدين: الجزاء، والدين: العادة، والدين: ما يدان به، والدين: الحساب، والدين: الانقياد، وقيل: أصله الجزاء من قولهم: كما تدين تدان، وقيل: العادة، كقول الشاعر:

  أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِينِي؟

  · الإعراب: {مالِكِ} مكسور الكاف؛ لأنه نعت لله، ويجوز في العربية نصب الكاف على النداء، ورفعها على الابتداء.

  وكسر (يوم)؛ لأنه مضاف إليه.

  · المعنى: لما بين تعالى أنه رب العالمين، وملك الدنيا بَيَّنَ ملكه في الآخرة فقال تعالى {مالِك} يعني القادر «يَوْمِ الدِّينِ» قيل: أراد باليوم الوقت، وقيل: أراد مقدار الضياء إلى أن يفرغ من القضاء، ويستقر أهل كل دار فيها، ويوم الدين: قيل: يوم الحساب، عن ابن عباس والسدي. وقيل: يوم الجزاء، عن الضحاك، وقتادة. وقيل: يوم الجزاء عن الدين، عن أبي علي. وقيل: يوم القهر، من قولهم: دينته أي قهرته، وقيل: يوم لا ينفع إلا الدين، عن محمد بن كعب.

  ومتى قيل: لم خص ذلك اليوم بالذكر؟

  قلنا: تعظيمًا له وتفخيمًا لشأنه، كما قال: {رَبُّ العرشِ}، وقيل: لأنه هناك أملاك الملوك زائلة، والملوك خاضعة، والدعاوي باطلة، فلا حكم إلا له، وقيل: ذكره ترغيبا في الاستعداد لذلك اليوم.