قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين 5}
  · الأحكام: الآية تدل على إثبات المعاد، وعلى ترغيب وترهيب؛ لأن المكلف إذا تصور ذلك لحقه الرجاء والخوف.
  وقيل: دلالة ملك ومالك واحدة؛ لأن اليوم معدوم، فمعناه القدرة عليه، وقيل: فرقا بين الدلالتين، فملك يدل على أن ذلك اليوم ملكه، ومالك يدل على أنه تحت قدرته.
قوله تعالِى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}
  · القراءة: قراءة العامة (إياك) بكسر الألف، (ونستعين) بفتح النون الأولى، وعن بعضهم فتح الألف، وكسر النون (نِستعين) وهي لغة صحيحة، إلا أن القراءة به لا تجوز لما قدمناه.
  · اللغة: (إياك) أصله إِوْياك، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار إياك، وأصله من آوى يُؤْوِي إيواء، كأن فيه معنى الانقطاع والقصد، وإياك يستعمل مقدمًا على الفعل، ولا يستعمل مؤخرًا، إلا أن يفصل بينه وبين الفعل فاصل، فتقول: ما عبدت إلا إياك، قال أبو حاتم: إياك ضمير منفصل، والضمير ثلاثة: متصل، كقولك: أكرمته، وأكرمك، ومنفصل، كقولك: إياك. ومستكن، كقولك: قام، وقعد.
  وأصل العبادة في اللغة: التذلل، ومنه طريق مُعَبَّد، أي مذلل، ومن زعم أن العبادة الطاعة فقد أخطأ؛ لأن النصارى عبدوا المسيح، وهم غير مطيعين له، وكل طاعة لله على جهة الخضوع والتذلل فهي عبادة.
  والاستعانة: سؤال الإعانة، والمعونة: هي الزيادة على القوم بما يسهل الوصول إلى البغية، أعانه إعانة فهو معين، واستعان به فهو مستعين.