قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون 103}
  فجوابنا: أن ذلك معلوم متميز، فمنها ما هو محمول على الظاهر، لا يجوز انكشاف الباطن كما يتصل بالأنساب والظواهر والبواطن في الشهادات.
  ومنها ما ورد به البيان، فبعد ذلك إذا سألوا بما تكون المصلحة في التشديد.
  فمع البيان يجب الإمساك كما ذكرنا في الحج، ومن هذا القبيل كانت بقرة بني إسرائيل، وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من قبلكم لكثرة سؤالهم وخلافهم لأنبيائهم».
  ومنها أمور قبيحة جاهلية، الأولى سترها، نحو قولهم: من أبي، عن أبي علي.
  ومتى قيل: أليس التعلم مندوبا إليه؟
  قلنا: في مثل هذه الأشياء لا، ولأنه ربما تكون المسألة مفسدة كمن يسأل: كم وزن هذا الجبل.
  ومتى قيل: فالآية تدل على نفي القياس؟
  قلنا: ما عليه دليل يجب البحث عنه، فلا يدخل تحت الآية. ولأنه نهى عن سؤال ما يسوء عاقبته، وليس القياس من ذلك.
  وتدل على أنه تعالى غفور لعباده، حليم يمهل العصاة.
  وتدل على أن القرآن محدث؛ لأن الإنزال على القديم لا يجوز.
  وتدل على أن السؤال فعل العبد.
قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٠٣}