قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم 101 قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين 102}
  وتأخير، أي: لا تسألوا عن أشياء عفا اللَّه عنها من أمور الجاهلية، فإن سألتم فرض عليكم فرائض تسوؤكم، وقيل: عن السائبة والبحيرة والحام، وقيل: كانوا يسألون بمشاورة اليهود «إِنْ تُبْدَ لَكُمْ» أي يظهر ما سألتم عنه «تَسُؤْكُمْ» تحزنكم وتغمكم «وِإنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ» لأن القرآن ينزل بالتكليف، ولعله يشق عليكم، وما فيه مصلحة ينزل القرآن به سواء سألتم أو لم تسألوا «عَفَا اللَّه عَنْهَا»، قيل: تجاوز عنها، وقيل: أغناكم عن ذكرها، وعوفيتم عنها، وقيل: لا تسألوا عن أشياء «عَفَا اللَّه عَنْهَا» أي لم يذكرها، عن أبي مسلم، وقيل: عفا عن مؤاخذة أو كفارة أو تَعَبُّدٍ «وَاللَّهُ غَفُورٌ» يغفر الذنوب وأمور الجاهلية بالتوبة «حَلِيمٌ» لا يعجل بالعقوبة، ويمهل حتى يتوب، وقيل: يستر عليهم ما يسؤهم ويقبح، ويظهر الجميل «قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ» قيل: قوم عيسى سألوا المائدة ثم كفروا بها، عن ابن عباس، وقيل: قوم صالح سألوا الناقة ثم عقروها، وقيل: سألوا أن يحول الصفا ذهبًا، عن السدي، وقيل: سألوا نبيهم عن مثل هذه الأشياء: من أنا؟ وابن من أنا؟ فلما أخبرهم قالوا: ليس كذلك فكفروا به، عن أبي علي، وقيل: سألوا استهزاء، فكفروا بالسؤال، وقيل: سألوا عن فرائض فلما كلفوا لم يتحملوا مشاقها، فكفروا بها كقوله: {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقيل: سألوا عن الحلال والحرام فلما بين تركوا العمل به، وقيل: هم بنو إسرائيل سألوا الثوم والبصل «ثُمَّ أَصْبَحُوا» أي: صاروا بما سألو ا «كَافِرِينَ» قيل: بسؤالهم، وقيل: بتركهم العمل وردِّهم ذلك.
  · الأحكام: تدل الآية على النهي عن سؤال شيء، وهم لا يعلمونه، ولا يميزونه مما يجوز أن يسأل عنه.