قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون 103}
  كان أنثى استحيوها، وإن كان ذكرًا وأنثى تركوهما ولم يذبحوهما، وقالوا: وصلت أخاها، فلم يذبح من أجلها، وقيل: الوصيلة ولد البحيرة في البطن العاشر إذا كان ذكرًا أكله الرجال دون النساء، وإن كان ميتًا اشترك فيه الرجال والنساء فأكلوه، وإن كان ذكرًا وأنثى بحروهما جميعًا، وقالوا: وصلت أخاها، حكاه الأصم، وقيل: هي ولد البحيرة في البطن السابع تلد ذكرًا وأنثى فلا ينحران، ويقولون: وصلت أخاها، حكاه أبو مسلم «وَلاَ حَامٍ» قيل: هو الفحل إذا ركب ولد ولده قيل: حمى ظهره؛ أي حفظ عن الركوب، فلا يركب، ولا يحمل عليه، ولا يمنع من ماء ولا مرعى إلى أن يموت فحينئذ يأكله الرجال والنساء، وقيل: هي الإبل إذا نتجت عشرة أبطن قالوا:
  حمى ظهره، حكاه أبو مسلم، وقيل: الحام الفحل يضرب في الإبل عشر سنين فيخلى، وهو من الأنعام التي حرمت ظهورها، عن السدي، قال قتادة: إذا ضرب عشرة أبطن، وروى الزهري عن سعيد بن المسيب في تفسير الآية أن البحيرة ما يجدع أذنها للطواغيت، والسائبة من الإبل ما كانوا يستثنونها لطواغيتهم، والوصيلة الناقة تبتكر بالأنثى، ثم تثني بالأنثى، فيسمونها وصيلة، فيقولون: وصلت بين اثنتين ليس بينهما ذكر، فكانوا يجدعونها لطواغيتهم، والحام الفحل يضرب الضراب المعدودة، فإذا بلغ ذلك حمى ظهره وترك، وسمي: الحام، «وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِبَ» أي يكذبون في إضافة هذا التحريم إليه، وقيل: أول من بحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي عمرو بن لحي، وأول من بحر رجلٌ من بني مدلج، روي كلا القولين مرفوعًا «وَأَكْثُرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ» قيل: أتباعهم لا يعلمون أن ذلك كذب وافتراء كما يعلمه الرؤساء، عن الشعبي وقتادة، وقال أبو علي: أكثرهم لا يعقلون أي لا يعلمون ما أحل لهم مما حرم عليهم يعني أن المعاند هو الأقل منهم.