قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون 105}
  من حيث لا يأمن المقلد أن يكون المقلد غير سالك طريق الحق، وهذا هو الذي يقوله مشايخنا أن الإقدام على ما لا يؤمن كونه قبيحًا يقبح.
  وتدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأن قوله: «لاَ يَعْلَمُونَ» يبطل قولهم، ولأنه دعاهم إلى الكتاب والسنة والنظر فيه، ولو كان ضرورة لما صح ذلك.
  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم ليصح ما قيل لهم، وما أجابوا به.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٠٥}
  · القراءة: «يضركم» بكسر الضاد والتخفيف، وضم الضاد وتشديد الراء، فالأول من ضار يضير نحو: سار يسير، والثاني من ضَرَّ يَضُرُّ، نحو: غَرَّ يَغُرُّ.
  · اللغة: الضر: ضد النفع، وهو الأصل في الباب، ومنه الضر الهزال، ومنه الضَّرَّةُ، ومنه الضرورة، والضرير: الذي به ضرر من ذهاب عينه، والمضر: المرأة بها ضرر بأن يكون لها ضرائر.
  والضلال والضلالة بمعنى، وأصله الهلاك، ومنه: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} ومنه سمي الضلال في الدين ضلالاً؛ لأنه هلاك، ويقال: ضل يَضِل، وضل يَضَلُّ لغتان، وضَلَلْتُ أَضِلُّ، وضَلِلْتُ أَضِلُّ لغتان. والجائر عن القصد ضالٌّ، ورجل ضليل صاحب ضلالة، قال يعقوب: أضللت بعيري إذا ذهب منك، وضللت المسجد والدار إذا لم تعرف موضعهما.