قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون 105}
  · الإعراب: «أنفسكم» نصب على الإغراء تقديره: احفظوا أنفسكم، والعرب تنصب الأسماء ب (عليك)، و (إليك)، و (دونك)، و (عندك)، وقيل: عليكم بأنفسكم، فلما نزع الباء انتصبت.
  وموضع «لا يضركم» جزم إلا أنه ضم الراء لانضمام الضاد وأصله: يضرركم، فأدغمت الراء الأولى في الثانية، فضمت الثانية لالتقاء الساكنين، فأتبع الضم الضم، ولو فتح لجاز؛ لأنه أخف الحركات، ولو كسر لجاز؛ لأنه في الأصل في التقاء الساكنين، ولو ظهر التضعيف لسكن الراء.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في أهل الأهواء عن الضحاك؛ أي لا يضركم افتراق الأهواء إذا اهتديتم.
  وقيل: نزلت في أهل الكتاب عن سعيد بن جبير والكلبي قال: لما أخذ رسول اللَّه ÷ الجزية من مجوس هَجَر قال المنافقون في ذلك، وشق ذلك على المسلمين، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في مشركي العرب، وكانت تنكر أن يسفه آباؤهم، وأن يطعن على قول سلفهم، وترى ذلك عيبًا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، في معنى قول أبي مسلم.
  وقيل: نزلت في جميع الكفار عن ابن زيد، وذلك أن الرجل كان إذا أسلم قالوا: سفَّهْتَ أباك وضللت، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  · المعنى: لما تقدم إعراضهم عن الحق، وركونهم إلى التقليد، وذمهم على ذلك، بيّن