قوله تعالى: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين 107}
  اشتريناه منه، فقالوا: ألم نقل لكم هل باع صاحبنا شيئًا؟ قلتما: لا، فقالا: لم يكن عندنا بينة، فكرهنا أن نقر فكتمنا، فرفعوا القصة إلى رسول اللَّه ÷ فأنزل اللَّه تعالى: «فَإِنْ عُثِرَ عَلَى ...» الآية، فلما نزلت الآية قام عمرو بن العاص والمطلب بن وداعة السهميان فحلفا بِاللَّهِ بعد العصر فدفع الإناء إليهما وإلى أولياء الميت، فكان تميم الداري بعد ما أسلم يقول: صدق اللَّه ورسوله، أنا أخذت الإناء فأتوب إلى اللَّه تعالى، وعن ابن عباس: أن تميما الداري قال: بعنا الإناء بألف، وقسمنا الثمن، فلما أسلمت تأثمت بعدما حلفت كاذبًا، فأخبرت موالي الميت بما عندي وعند صاحبي، فأتوا به النبي ÷ وحلفوا، فنزعت منه خمسمائة، ورددت خمسمائة.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى الحكم بعد ظهور الخيانة من الوصي أو الشهود فقال سبحانه: «فَإِنْ عُثِرَ» قيل: اطلع بلغة قريش، وقيل: بانَ وظهر «عَلَى أَنَّهُمَا» قيل: الوصيين الَّذِينَ ذكرا في قوله: «اثنان»، عن سعيد ين جبير وابن زيد، وقيل: الشاهدان، عن ابن عباس «اسْتَحَقَّا» استوجبا «إِثْمًا» ذنبا بأيمانهما الكاذبة وخيانتهما، وقيل: عقوبة بما أتيا، عن أبي علي «فَآخَرَانِ» من أولياء الميت «يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا» يعني مقام الوصيين، وقيل: مقام الشاهدين «مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ» عليهم بضم التاء قيل: استحق عليهم المال، وقيل: فيهم ومن أجلهم استحق الإثم، فأما بفتح التاء يعني الأوليان استحق عليهم المال، وهم ورثة الموصِي «الأَوْلَيَانِ» قيل: الميت من الورثة، عن سعيد بن جبير وابن زيد، وقيل: الأوليان بالشهادة ممن كان من المسلمين، عن ابن عباس وشريح، وهي شهادة الأيمان، وقيل: الأوليان أن يحلفا غيرهما، وهما النصرانيان، عن الزجاج، والأولين هم ورثة الميت، ولهم حلف الشهود «فَيُقْسِمَانِ» فيحلفان «بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا» قيل: يميننا،