قوله تعالى: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين 107}
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: بأنه اسم ما لم يسم فاعله، المعنى استحق عليه إثم الأوليين؛ أي استحق فيهم، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
  الثاني: بأنه بدل من الضمير في (يقومان) على تقدير: فليقم الأوليان مِن الَّذِينَ استحقت عليهم الوصية، وهو الاختيار عند الزجاج.
  الثالث: بدل من قوله: «آخران».
  ويقال: كم وجها ذكر في (عليهم) هنا؟
  قلنا: ثلاثة أوجه:
  الأول: على أصلها من الاستعلاء أي استحق عليهم الوصية، فأما الأوليان فبدل.
  الثاني: من الَّذِينَ استحق فيهم إثم الأوليين كقوله تعالى: {عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} أي: في ملك سليمان.
  الثالث: من الَّذِينَ استحق منهم الأوليان كما قال جل ثناؤه: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} أي: من الناس.
  · النزول: قيل: لما نزلت الآية الأولى على رسول اللَّه ÷ صلى العصر، ودعا بعدي وتميم، فاستحلفهما عند المنبر بِاللَّهِ ما خانا شيئًا، فحلفا، وخلَّى رسول اللَّه ÷ سبيلهما، وكتما الإناء ما شاء اللَّه ثم ظهر، واختلفوا، فقيل: وجد بمكة فقالوا: اشتريناه من عدي وتميم، عن ابن عباس.
  وقيل: لما طالت المدة أظهرا الإناء فبلغ ذلك بني سهم فطالبوهما، فقالا: كنا