التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم 119 لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير 120}

صفحة 2148 - الجزء 3

  · الإعراب: «هذا» ابتداء، وخبره «يوم ينفع»، سواء كان ظرفًا أو غير ظرف، وعن بعضهم:

  الخبر المحذوف على تقدير: هو هذا، وأنكره بعض النحويين، و «يوم» منهم من يجعله اسمًا، ومن قرأ بالنصب يجعله ظرفًا، يريد في هذا اليوم.

  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» بما قبله؟

  قلنا: لما بين حديث عيسى عقبه بذلك احتجاجًا على النصارى أنه الموصوف بكونه إلهًا دون غيره، وقيل: لما وعد المتقين بالجنة والخلود فيها، عقبه بذكر ما يدل على قدرته على ذلك، وقيل: لما وعدهم بذلك، كأنه قيل: مَنْ يعطيهم ذلك؟ فقيل: مَنْ له ملك السماوات.

  · المعنى: ولما بَيَّن عيسى # الحق وبطلان ما عليه النصارى قال اللَّه سبحانه: «هَذَا يَوْمُ» يعني يوم القيامة «يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم» يعني ينفع المؤمنين صدقهم الذي فعلوه في الدنيا؛ لأن الكافر لا ينفعه شيء، عن أبي علي، وقيل: يوم تظهر منفعة الصدق بإيجاب الثواب لهم، وقيل: الصادقين النبيين، وقيل: ينفع المؤمنين إيمانهم، عن الكلبي، وقيل: إشارة إلى أيام الدنيا؛ لأن الآخرة ليست بدار تكليف عن عطاء «لَهُمْ جناتٌ» بساتين «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنَهَارُ» يعني يجري الماء في الأنهار تحت الأبنية والأشجار «خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا» أي دائمين فيها أحياء «¤» بما فعلوا «وَرَضُوا عَنْهُ» بما أعطاهم من الجزاء والرضا بالفعل إرادته، والرضا عن الفاعل إرادة تعظيمه «ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» الذي لا نعمة وراءه «لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» جمع