قوله تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم 119 لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير 120}
  السماوات ووحد الأرض تفخيمًا لشأن السماوات «وَمَا فِيهِنَّ» في السماوات والأرض «وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» قادر على كل شيء.
  · الأحكام: تدل الآية أن الصدق ينفع، وأن الجزاء مستحق على العمل.
  وتدل على أن بعد مضي فعله يوصف بأنه صادق، على ما يقوله أبو هاشم.
  وتدل على دوام الجنة، فيبطل قول جهم.
  وتدل على أنه قدير على كل شيء على الوجه الذي يصح، فهو يقدر على المعدوم من مقدوراته بأن يوجده، وعلى الموجود بأن يعدمه، وفي كثير منها بأن يعيدها بعد الإفناء، وعلى مقدور غيره بأن يقدر عليه، ويمنع منه، ويُمَكِّنَ منه، عن أبي بكر أحمد بن علي، وقيل: معناه قادر على ما يصح كونه مقدورًا لله، كقوله: «خَالقُ كُلِّ شَيءٍ» عن أبي علي، وقيل: لا وصف بالقدرة على مقدور غيره؛ لأنه يوهم أنه يوجدها، فيؤدي إلى مقدور بين قادرين.