قوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون 1 هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون 2}
  وقيل: لما بَيَّنَ أن له ملك السماوات والأرض افتتح أن له الخلق كما له الملك خلاف مَنْ ملك شيئًا سواه.
  وقيل: لما تقدم في آخر سورة المائدة حديث عيسى، وما قال فيه النصارى افتتح الأنعام بجملة دلائل التوحيد الدالة على أن العبادة تحق له دون غيره.
﷽ قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ٢}
  · اللغة: الخلق: التقدير على حِكْمة وصواب، واختص القديم سبحانه بكونه خالقًا على الإطلاق؛ لأن جميع أفعاله حكمة، ليس فيها عبث وقبيح، ولأنه جاء على مقدار الحاجة من غير زيادة، ولا نقصان، وقيل: هو اختراع بلا آلة، ولا علاج، وهذا مما يختص به القديم سبحانه.
  السماوات والأرض معروفات، والعرب تسمي كل عالٍ سماء، وكل سافلٍ أرضًا، يقال: سماء البيت، ويقال لقوائم الفرس وحوافره: أرض، قال الشاعر:
  لم يقلب أرضها البيطار