قوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون 1 هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون 2}
  والجعل: يستعمل بمعنى الخلق، وبمعنى التصيير، وبمعنى التسمية، وبمعنى الحكم، عن أبي مسلم.
  والنور: خلاف الظلمة، نار يَنُور نورًا، فهو نيِّر، نحو: مات يموت موتًا فهو مَيِّت. والعِدْل بكسر العين: المِثْل، وبفتحها العَدْل: خلاف الجور، عدلت عنه:
  أعرضت، وعدلت به: سويت به غيره، يقال: عدلت به غيره عدولاً، وعدلت في الحكم عدلاً للفرق بينهما، عن الكسائي، وعدلت عن الطريق: ملت عدولا، وعدلت الشيء، فاعتدل، نحو: قومته فاستقام، والعديل: الذي يعادلك في الوزن والقدر.
  والقضاء: الحكم، والقضاء يستعمل بمعنى الخلق، كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} قيل: خَلَقَ، وقيل: أحكم. وقضى بمعنى الإلزام كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} وبمعنى الإعلام كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} وبمعنى الحكم يقال: قضى القاضي بكذا؛ أي حكم.
  والأجل: مدة الشيء، وقيل: الأجل الوقت المضروب لانقضاء الأمد، وأجل الإنسان: وقت انقضاء عمره، وأجل الدَّيْن: مَحِلُّه، وهو وقت انقضاء التأخير. وأجل الآخرة: هو الوقت لانقضاء ما قبلها، وأصل الأجل: التأخير، أجَّله تأجيلاً، وعجله تعجيلاً، والآجل: نقيض العاجل.
  والمرية والامتراء: الشك، وأصله المَرْيُ، وهو أن يمسح ضرع الناقة لاستخراج اللبن، مرى الناقة يَمْرِيها مَرْيًا، ومنه: ماراه مماراة أي جادله، ومراء إذا استخرج ما عنده بالمناظرة، وتماروا تمارِيا، وامترى امتراء: إذا استخرج الشُّبَهَ المشكلة من غير حل، فصار الامتراء: الشك الذي يستخرج الشُّبَه الموجبة له.
  · الإعراب: الألف واللام في قوله «الحمد لله» للجنس، وقد تكون للجنس والعهد،