التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون 53}

صفحة 385 - الجزء 1

  وتدل على أن العفو عن الذنب بعد التوبة نعمة من اللَّه تعالى على عباده ليشكروه.

  وتدل على أن التوبة من كل ذنب تصح؛ إذ لا ذنب أعظم من عبادة العجل.

  ويقال: ما شكر النعمة؟

  قلنا: فيه خلاف، قيل: هو طاعة اللَّه في السر والعلانية، عن ابن عباس. وقيل: إظهار النعمة والتحدث بها، عن الحسن. وقيل: هو تعظيم المنعم بالقلب واللسان، والمحافظة على الطاعات، ومخالفة الشهوات، ومراقبة رب السماوات.

قوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ٥٣}

  · اللغة: الإيتاء: الإعطاء، آتينا: أعطينا.

  والكتاب: بمعنى المكتوب، كالحساب بمعنى المحسوب.

  والفرقان، أصله من الفرق، وهو التفريق بين الشيئين.

  والاهتداء: الأخذ في طريق الاهتداء، والهدى: الدلالة والبيان.

  · الإعراب: ويقال: هل في (إذ) معنى الجزاء، كما في (إذا)؟

  قلنا: لا؛ لأن (إذ) لما مضى، و (إذا) لما يستقبل، والجزاء لا يكون بالماضي؛ ولذلك قالوا: معنى إن قمت قمت، إن تقم أقم.

  · المعنى: ثم ذكر تعالى نعمة أخرى فقال: «وِإذْ آتَينَا» يعني اذكروا إذ أعطينا «مُوسَى