التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين 14 قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15 من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين 16}

صفحة 2174 - الجزء 3

  ولي من أحد فهو وليه، وأصل الباب: القُرْب، وهو الولى، والولي: المطر الذي يجيء بعد الَوسْمِيِّ، سمي وليًّا؛ لأنه يلي الوَسمِيَّ، والولي أقرب إليه يسمى وليًّا، وفلان أولى بهذا الأمر أقرب، ومنه: المولى، ومعنى قوله: (أولى له) أي: قاربه ما يهلكه.

  والفَطْر: الشَّقُّ، فطر ناب البعير: إذا انشق فخرج، وفطره اللَّه يفطره فطرًا وفطورًا، ومنه: {هَل تَرَى مِن فُطُورٍ} أي شقوق وصدوع، ومنه: الفطرة؛ لأنه تعالى خلق الخلق عليها، وأحسن ما قيل في قوله ÷: «كل مولود يولد على الفطرة» أي للفطرة، كأنه تعالى خلقهم للعبادة والإسلام، وعن ابن عباس: (كنت لا أدري ما فاطر حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها) أي: ابتدأتها.

  والصرف: الذهاب عن الشيء، صرفه يصرفه صرفًا فهو صارف، وانصرف انصرافًا.

  · الإعراب: «وليًّا» نصب لأنه مفعول، و (غير)، بدل عنه، تقديره: أتخذ وليًّا غير اللَّه.

  «فاطر» كسر لأنه من نعت اللَّه، وقرئ برفع الراء من (فاطر)، قيل: ابتداء، وقيل: خبر ابتداء بتقدير: هو فاطر.

  ويقال: ما موضع (إن) من قوله: «إنْ عصيت» من الإعراب؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: لا موضع له؛ لأنه اعتراض بكلام تام كالاعتراض بالأقسام.

  الثاني: موضعه نصب في موضع الحال، كأنه قيل: إني أخاف عاصيًا ربي عذاب يوم عظيم، والجواب محذوف على القولين جميعًا.