قوله تعالى: {قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين 14 قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15 من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين 16}
  «يومئذ» بني على الكسر لإضافة الوقت إليه، كقولك: حينئذ وساعتئذ.
  · النزول: قيل: إن أهل مكة قالوا لرسول اللَّه ÷: يا محمد تركت ملة سادة قومك، إن كان بك حاجة إلى النساء لنزوجنك، وإن كان بك جنون لنداوينك، وإن كان بك فقر لنجمعن لك مالاً، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: تتصل بقوله: «قُلْ لمنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» تقديره: قل يا محمد لهَؤُلَاءِ المشركين: لمن السماوات والأرض؟ فإذا قالوا: لله، قل: أفغير اللَّه أتخذ وليًّا.
  وقيل: أمره أن يقول للكفار الَّذِينَ تقدم ذكرهم كيف أدعو غير اللَّه إلهًا، وهو الخالق المدبر؟! عن أبي مسلم.
  · المعنى: «قُلْ» يا محمد «أَغَيرَ اللَّه أَتَّخِذُ وَلِيًّا» قيل: مالكًا، عن أبي مسلم، وقيل: ناصرًا، وقيل: إلهًا أعبده «فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» أي خالقهما ومبدؤهما «وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ» يعني: يرزق العباد ويستغني عن الرزق؛ لأنَّهُ ليس بجسم، فلا يجوز عليه ذلك، وقيل: معناه: خلقكم فقراء إلى ما تعيشون به، ثم أعطاكم ذلك، وهو مستغن عما أفقركم إليه، ومن الواجب عبادة الخالق الغني، لا المخلوق المحتاج «قُلْ» يا محمد «إِنِّي أُمِرْتُ» أي أمرني ربي «أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ» أي أول مخلص من أمتي، وأول من آمن بالقرآن والشرائع، وقيل: أمرت إلى البدار إلى الإيمان بذلك، عن