قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 20}
  عاملهما واحدًا، فيكون على وعيد المعاندين الَّذِينَ يعرفون ويجحدون، وقيل: ابتداء، وخبره «فهم لا يؤمنون» فمحله رفع، والمعنى على وعيد الجاهل والمعاند، ذكر الوجهين الزجاج في الإعراب.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في المشركين، عن الأصم.
  وقيل: نزلت في أهل الكتاب.
  وقيل: لما قدم النبي ÷ المدينة قال عمر لعبد اللَّه بن سلام: إن اللَّه تعالى أنزل «الَّذِينَ آتيناهم الكتاب يعرفونه» فكيف هذه المعرفة؟ فقال: يا عمر قد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني، ولأنا أشد معرفة بمحمد مني بابني؛ لأن اللَّه تعالى بعثه في كتابنا، عن الكلبي.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: قيل: لما تقدم وصف الكفار بين عقيبه أنهم معاندون في حججه، عن أبي مسلم.
  وقيل: اتصل بما قبله اتصال المعنى؛ إذ قال: إنه شاهد بصحة أمره وكل من نظر واستدل.
  وقيل: اتصال تصنيف أهل الذم؛ لأنهم بين جاهل ومعاند، عن علي بن عيسى.
  · المعنى: «الَّذِينَ آتَينَاهُمُ» أعطيناهم «الْكِتَابَ» التوراة والإنجيل، وهم اليهود والنصارى