قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 20}
  وقالت الباطنية: لا يسمى شيئًا، وغيره يسمى بذلك.
  وقال الناشئ: هو يسمى شيئًا وغيره منشأ.
  ويدل قوله: «لأنذركم به» أن الإنذار يقع بالقرآن، وهو الذي أوحى به، وكله من صفات الحدث.
  ويدل قوله: «ومن بلغ» أنه خاتم الأنبياء، ومبعوث إلى الكافة؛ لأنه أوجب على كل من بلغه حكم القرآن.
  وتدل على أن الدعوة إلى الشرع لا تلزم إلا بالبلوغ.
  وتدل على لزوم العرض لمن وقف على الدليل، وإنْ لم يستدل؛ لأن من بَلَغَهُ القرآن قد يعرض عن الاستدلال، وتلزمه الحجة.
  وتدل على أنه لا يفعل القبيح لوجهين: لأنه إن كان يفعل القبائح ويخلقها ويعِّذب بغير ذنب لأوجب ذلك تهمة في الشهادة، الثاني: أنه لا يكون أكبر الشهادات.
قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠}
  · اللغة: المعرفة والدراية والعلم نظائر، وحَدُّ المعرفة ما يوجب سكون النفس إلى ما يعتقده، وسمي عرفات؛ لأن جبريل قال لإبراهيم لما أراه المناسك: «عرفت عرفت»، فسمى اليوم: عرفة، والمكان: عرفات، وقيل: إن آدم وحواء التقيا به وتعارفا.
  · الإعراب: عامل الإعراب في قوله: «الَّذِينَ خسروا» قيل: هو صفة الَّذِينَ الأولى فيكون