قوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون 21 ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون 22}
  · القراءة: قرأ «يَحْشُرهُم» بالياء ههنا، وفي الفرقان وسائر ما في القرآن بالنون يعقوب، وقرأ حفص عن عاصم في أول الأنعام بالنون وفي سائر القرآن بالياء، وقرأ أبو جعفر وابن كثير في الفرقان بالياء، وسائر الفرقان بالنون، وقرأ الباقون بالنون في جميع ذلك، فأما الياء كناية عن اسم اللَّه تعالى والنون أفخم.
  · اللغة: الافتراء: افتعال من الفَرْيِ، وهو البَهْتُ.
  وشاركت فلانًا في الشيء صرت شريكه، وأشركته جعلتله شريكًا، ومنه: {وَأَشْرِكْهُ فِيَ أَمْرِي} ومنه: «اللَّهم أشركنا في دعاء الصالحين» أي اجعلنا معهم في ذلك شركاء، والشركاء الأنداد التي عبدوها مع اللَّه؛ لأنهم أشركوا بينهما في العبادة، والمشرك: من يقر بالصانع فيشرك معه غيره، فأما منْ ينفي الصانع فليس بمشرك في الاشتقاق، وإن جاز أن يقال: كافر ومشرك؛ لأن الشرع جعلهما اسمًا لكل كافر.
  والحشر: الجمع، ومنه: {وَالطَّيرَ محشُوَرةً} ومن أسمائه ÷: الحاشر؛ لأنه يحشر الناس في أيامه.
  · الإعراب: العامل في قوله: «ويوم يحشرهم» محذوف تقديره: واذكر يوم يحشرهم، وقيل: هو معطوف على محذوف بتقدير: لا يفلحون أبدًا ويوم. «ومن أظلم» استفهام، والمراد الإنكار؛ أي لا أحد أظلم.
  ويقال: ما العائد إلى (الَّذِينَ) في صلته؟
  قلنا: محذوف بتقدير: كنتم تزعمونهم شركاء، فحذف المفعولين جميعًا؛ لأن التهجين بالاشتراك دل أنهم كانوا يزعمون معهم شركاء.