التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين 27 بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون 28}

صفحة 2199 - الجزء 3

  جَامِحًا في غوايتي ثُمَّ أَوْقَفْ ... ت رضًا بالتُّقَى وذُو الْبِرِّ رَاضِي

  أي: نزعت عنه.

  والرد: الرجوع إلى الحالة الأولى، ومنه: المرتد؛ لأنه يَرُدُّ نفسه إلى الكفر، والرد عماد الشيء الذي يرده به.

  بدا يبدو، وفلان ذو بدوات إذا بدا له الرأي بعد الرأي، وبدا لي في هذا الأمر بدا، والبداء لا يجوز على اللَّه تعالى؛ لأنه عالم بجميع الأشياء لم يزل ولا يزال.

  والإخفاء: خلاف الإظهار، وخفي الشيء يخفى، وأخفيته: إذا سترته إخفاء، وهو في خفية، ويقال: أخفيته: سترته، وخَفَيْتُهُ بغير ألف: أظهرته.

  ويقال: عاد: رجع، يعود عودًا وعودة، والمعاد: كل أمر يصير إليه، ومنه سميت القيامة معادًا، ومنه العادة؛ لأن صاحبها لا يزال عليها، ومنه العوادة: الطعام الذي أكل منه مرة، فأعيد إليه، وعواد بمعنى عدة.

  · الإعراب: يقال: لم جاز «ولو ترى» و (لو) للماضي؟

  قلنا: لتحقيق الأمر فيه، كأنه قد وقع، ومثله قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ٢}.

  و (ربما) لما مضى.

  ويقال: أين جواب (لو)؟

  قلنا: محذوف، تقديره: لو رأيتهم وقد وقفوا على النار، وتكاملت وجوه الحزن عليهم، ورؤية أهل الجمع إياهم لرأيت أسوأ حال، ورأيت حسرة يا لها من حسرة، وقيل: لرأيت حالهم ثَمَّ خلافَ حالهم ههنا، وقيل: لرحمتهم، وقيل: لرأيتهم ينوحون، ويقولون: يا ليتنا، وهو الأقرب.

  ويُقال: لِمَ جاز وضع (إذ) موضع (إذا)؟ وما معناهما؟