قوله تعالى: {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين 29}
  وقيل: إنه يتصل بقوله: «يجادلونك» وما بعده، وإنما يقولون ذلك ليكون مَنْ أجابهم إلى ما دعوا إليه أطوع في مخالفة الرسل إذا لم يخافوا معادًا، والرسل خوفوهم بذلك، في معنى قول الأصم.
  وقيل: الواو عطف، وهو يتصل بقوله: «وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنهُ وًينْأَوْنَ عَنهُ» يعني يفعلون ذلك، ويقولون: لا دار غير الحياة الدنيا، عن أبي مسلم.
  وقيل: إنه يتصل بما قبله حيث خوفهم النبي ÷ بالحشر والعذاب، وبقوله: «وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا» «فَقَالُوا» على سبيل الإنكار: «إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا»، عن أبي علي.
  · المعنى: «وَقَالُوا» يعني مَنْ تقدم ذكره من الكفار «إِنْ هِيَ» يعني لا حياة لنا في الآخرة كما وصف، وإنما حياتنا الدنيا التي حيينا فيها فقط، عن أبي علي، وقيل: لا شيء غير أمر الدنيا والحياة فيها، عن أبي مسلم «وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ» يعني. بعد الموت لا بعث ولا حشر.
  · الأحكام: تدل الآية على فساد قولهم في إنكار البعث، والتحذير عن مثل حالهم وأن يُنالَوا ما نالهم.
  وتدل على أن ذلك القول حادث من جهتهم حتى يصح توبيخهم فيصح قولنا في المخلوق.