قوله تعالى: {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين 29}
  · اللغة: الدَّنِيُّ: القريب غير مهموز، من دنا يدنو، وسميت الدنيا لدنوها، ودانيت بين الأمرين: قاربت بينهما.
  والبعث: الإثارة، والبعث: النشأة الثانية حين يبعث اللَّه الخلق؛ أي يحييهم بعد موتهم.
  · الإعراب: (إنْ) على أربعة أوجه: جحد كما في هذه الآية. ومخففة من الثقيلة، كقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} وجزاء كقوله: {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا} وصلة للتأكيد.
  ويقال: على كم وجه تكون (إلا) في إعراب الاسم بعدها؟
  قلنا: على وجهين: مسلطة، وملغاة، والاسم بعد المسلطة نصب أبدًا، والغالب عليه الإيجاب نحو: سار القوم إلا زيدًا، والملغاة دخولها كخروجها في الإعراب كهذه الآية.
  · النزول: قيل: إن النبي ÷ خوفهم بالحشر والعذاب، فقالوا: إن هي إلا حياتنا، وأنكروا البعث، فنزلت الآية وما بعدها.
  · النظم: ويقال: بماذا تتصل هذه الآية بما تقدم؟
  قلنا: اختلفوا فيه، قيل: بقوله: «ولو ردوا لعادوا»، على معنى: لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، ولقالوا: إن هي إلا حياتنا، وما بعثنا بعد الموت، عن ابن زيد، قال علي بن عيسى: وهذا لا يصح؛ لأنه لا يجوز مع كثرتهم جحد الضرورة، ويجوز أن يقال: لو رد كل واحد لقال ذلك، فيصح المعنى.