قوله تعالى: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون 33 ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين 34}
  · القراءة: قرأ نافع: «ليُحْزِنُك» بضم الياء وكسر الزاي، الباقون بفتحها وضم الزاي، وهما لغتان، يقال: حزنني كذا وأحزنني، ومنه: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي} وقرأ نافع والكسائي: «فإنهم لا يُكْذِبُونَك» خفيفة، وقرأ الباقون «يكذبونك» مشددة، فالأول من التكذيب، كذبه تكذيبًا، والتخفيف من أكذبه، يقال: أكذبته، واختلفوا، فقيل: معناهما واحد نحو: حزنته وأحزنته، وقيل: بينهما فرق، كذبته إذا قلت له: كذبت، وأكذبته إذا أريته أن ما أتى به كذب، عن الزجاج.
  · اللغة: الكذب: خلاف الصدق، وهو خبر مَخْبَرُهُ بخلاف خبره، كَذَبَ كذبًا، وكذبَه: نسبه إلى الكذب، وأكذبه: وجده كاذبا، وهو كَذَّابٌ وكُذَبه.
  والجحود: ضد الإقرار، ولا يكون إلا مع علم الجاحد به، قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} وعام جحد: إذا قل مطره.
  والصبر: أصله الحبس، وقيل: هو حبس النفس عما تدعو إليه من الجزع، وكل من حبسته لقتل أو يمين، فهو مصبور لذلك، وصبرت نفسي على الأمر أي حبستها، وأصبار الإناء: نواحيه؛ لأنه يحبس ما فيه، الواحد: صُبر، وصُبر الشيء أعلاه، وسدرة المنتهى: صبرة الجنة؛ أي أعلاها؛ لأنها تحبس عما وراءها، وفي الحديث: «نهى عن المصبورة» و «نهى عن قتل الدواب صبرًا» و «نهى عن صبر ذي الروح» كل ذلك في الحديث، ومعناه قال أبو عبيد: هو أن يحبس شيئًا ثم يرمي به حتى يقتل.
  والأذى: ضرر لم يتناه في العظم، يقال: أَذِيَ يَأْذَى أَذىً، ورجل أذى إذا كان شديد التأذي، وآذيت فلانًا أُوذِيهِ أَذِيَّةً وأذىً، وتأذى به تأذيًا.
  والنصر: المعونة على العدو، وقد يكون النصر بالحجة، وقد يكون بالغلبة في المحاربة، يقال: نصره ينصره نصرًا.