قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون 38 والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم 39}
  بالنميمة، والقلاع: الواشي بالرجل ليقلعه، وناقة دبوب: لا تكاد تمشي من سمنها، وطعنة دبوب: تدب بالدم، وفي الحديث: «لَيْتَ شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج كِلابُ حَوْأَبٍ» والأدبّ: الكثير الشر، فأظهر التضعيف.
  الجناح: أحد ناحيتي الطير التي يتمكن بها من الطيران في الهواء، وأصله الميل إلى ناحية من النواحي، ومنه: جنحت السفينة؛ أي مالت إلى ناحية الأرض.
  والأمة: الجماعة، وأصله القصد من أمَّ يؤم أمًّا إذا قصد، ومنه: الأمُّ؛ لأن الولد يؤمها، وأم القرى: مكة لقصد الناس إياها، والأمة: جماعة يقصدون أمرًا واحدًا.
  والمِثْلُ والنظير والشبيه من النظائر، وجمعه: الأمثال، والمثل: ما يسد مسد الشيء، في ما يرجع إلى ذاته.
  والتفريط: التقصير عن التقدم في ما يحتاج فيه إلى التقدم، وأصله: التقدم، ومنه الحديث: «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدمكم.
  والحشر: الجمع.
  · الإعراب: كُسِرَ «طائر» عطفًا على دابة، وذكر «جناحيه» تأكيدًا، كقولهم: مشيت على رجلي، وعملته بيدي، قوله: «صُمٌّ وَبُكْمٌ» تقديره: هم صم بكم.
  · النظم: اتصال الآية بما قبلها اتصال الدليل بالمدلول؛ لأنه تعالى بين أنه قادر على أن ينزل آية فعقبه بذكر ما يدل على كمال قدرته، وحسن تدبيره في خلقه، عن علي بن عيسى.
  وقيل: ذكر في أول السورة خلق السماوات والأرض، وخلق البشر من الطين،