قوله تعالى: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون 50}
  فيقتضي وجود المرئي، والبصير لا يقتضيه، والبصير ليس بصفة زائدة على كونه حيًّا لا آفة به، وللمبصر بكونه مبصرًا حالة؛ ولذلك يقال: إنه تعالى بصير فيما لم يزل، ولا يقال: مبصر.
  · الإعراب: «هل» استفهام، ومعناه الإنكار؛ أي لا يستوي.
  و «خزائن» قيل: لا بد من همزهِ لأن كل جماعة واحدها فعولة أو فعالة أو فعيلة لا بد من هَمْزِهِ، نحو: ركوبة وركائب، وحمولة وحمائل، وسفينة وسفائن.
  «إن أتبع» أي ما أتبع.
  · النزول: قيل: إن أهل مكة قالوا لرسول اللَّه ÷: يا محمد، ألا أَنْزَلَ عليك كنزًا، وجعل لك جنة وأشباه ذلك، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن الكلبي؛ أي لا أدعي ما لم أُعْطَ.
  وقيل: لما قالوا: لولا أنزل عليه آية من ربه، نزلت الآية منبهًا أنه عبد ليس له من ذلك شيء، وإنما هو إلى اللَّه تعالى، عن الأصم وأبي مسلم.
  وقيل: قالوا: إنما أنت بشر مثلنا فلا نجيبك، فنزلت الآية، حكاه الأصم.
  وقيل: لما قالوا: ائتنا بعذاب اللَّه، نزلت الآية جوابًا لقولهم، وخزائنه عذابه، عن الحسن.
  · المعنى: لما تقدم أنه تعالى يُصَرِّف الآيات، واقترح الكفار منه أشياء بين أنه لا يدعي الربوبية، وإنما يدعي النبوة، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد «لاَ أَقُولُ لَهُمْ» أيها الناس «عِندِي خَزَائنُ اللَّهِ» يعني مقدوراته، عن أبي علي، وقيل: أرزاق الخلق حتى تؤمنوا طمعًا في المال، وقيل: ملكه وآياته عن الأصم، وقيل: خزائنه، عن الحسن. «وَلاَ