قوله تعالى: {وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون 72 وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير 73}
  ومتى قيل: لماذا أدخل (أَنْ) وهي عاملة على ما لا يصح أن يعمل فيه، وهو فعل الأمر؟
  قلنا: لأنها وإن لم تعمل في لفظه فإنها تعمل في موضعه؛ إذ فيه معنى أُمِرْنا بأن نقيم الصلاة.
  ومتى قيل: إن ما بعدها بتأويل الاسم كالذي، ثم (أَنْ) حرف و (الذي) اسم، فما الفرق بينهما؟
  قلنا: (أنْ) الذي يعود إليه الضمير، [وكل ما] عاد إليه الضمير، فهو اسم.
  ويقال: ما عامل الإعراب في «يوم يقول كن فيكون»؟
  قلنا: فيه ثلاثة أوجه:
  الأول: (وقضى يوم) معطوفًا على (خلق).
  الثاني: اذكر يوم.
  الثالث: أن يكون خبر «قوله الحق» وتقديره: قوله الحق يوم ينفخ في الصور، فيشاكل: «وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ».
  · المعنى: لما تقدم {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ} عقبه بالأمر بالصلاة وغيرها، فقال سبحانه وتعالى: «وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ» أي أمرنا أن نسلم ونقيم الصلاة، وقيل: تقديره: أمرنا، وقيل: أن أسلموا وأقيموا الصلاة «وَاتَّقُوهُ» أي اتقوا عذابه باتقاء معاصيه «وَهُوَ الَّذِي إِلَيهِ تُحْشَرُونَ» يعني هو اللَّه الذي تجمعون إلى حكمه، ثم عطف على قوله: «وهو»، فقال سبحانه: «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السمَاوَاتِ وَالأرضَ بِالْحَقِّ» قيل: لداعي الحكمة، وهو إنعامه على عباده، وقيل: قَصْدِ الإحسان لا الإساءة، وقيل: نفس الخلق حق، كما يقال: فلان يقول الحق، يعني نفس قوله حق إلا أنه غيره «وَيوْمَ يَقُولُ» يعني الوقت