قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين 74 وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين 75}
  قوله: «وَكَذَلِكَ نُرِي» كاف التشبيه، واختلفوا فقيل: شبه رؤيته لاستقباح ما كان عليه أبوه وقومه، برؤيته الملكوت للاعتبار، وقيل: شبه رؤية إبراهيم برؤية محمد، يعني كما أريناك أرينا إبراهيم، والواو في قوله: [«وليكون»] قيل: واو عطف على محذوف تقديره: نريه الملكوت ليستدل به وليكون من الموقنين، وقيل: عطف جملة على جملة أي: وليكون من الموقنين. أريناه، وقيل: إنها زائدة، ومعناه: ليكون.
  · النظم: يقال: كيف تتصل قصة إبراهيم بما قبلها؟
  قلنا: فيه وجوه: قيل: تتصل بقوله: «أندعو» كأنه قيل: أندعو الأصنام بعد أن علمنا أنها لا تنفع ولا تضر، وبعد أن هدانا اللَّه، وبعد أن قال إبراهيم؛ لأنه أبو العرب، وادعت أنها متمسكة بدينه، وكان معظَّمًا فيهم، متفقًا أنه كان على الحق، فاحتج عليهم بما [احتج هو على] قومه؛ ليكونوا أقرب إلى قبول الحق، عن أبي مسلم.
  وقيل: لما عاب دينهم وذم آلهتهم، وبين الحجج عليهم، وللناس إلف بدين الآباء خصوصًا إذا كان الأب ذا قدر، فبين أنه دين إبراهيم حثًّا لهم على اتباعه.
  · المعنى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ» اذكر إذ قال إبراهيم «لأَبِيهِ آزَرَ» فيه أقوال: الأول: وهو الصحيح والظاهر أنه اسم أبيه، وهو قول الحسن والسدي والضحاك وابن إسحاق وسعيد بن عبد العزيز وأبي علي وأبي مسلم وآخرين، قال القاضي: وزعم بعضهم أن اسم أبي إبراهيم [تارح]، وأن آزر عمه، أو لقب له، وكتاب اللَّه أصدق، وقد قال تعالى: «لأبيه آزر»، ولا مانع من حمله على ظاهره، وقد قال ÷: «كذب النسَّابون» والذي يدل عليه أن العرب سمعت الآية، وكانوا أحرص الناس على