التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون 59}

صفحة 401 - الجزء 1

  وقيل: حطة: اسم الباب الذي أمروا بدخوله، أي قولوا، واعرفوا أن هذا الباب هو الباب الذي أمرتم بدخوله «نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكم» يعني يصفح ويغفر عن ذنوبكم برفع العقوبة «وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ» قيل: زيادة على الثواب المستحق على الطاعة تفضلاً منه يقع، وقيل: زيادة على ما سلف من إحسانه إليهم.

  · الأحكام: الآية تدل على عظم موضع التوبة والاستغفار، والحث عليها، والترغيب فيها، وبيان أن بها يصل إلى المغفرة.

  وتدل على أنه تعالى يعطي من فضله المؤمنين زيادة على ما يستحقونه بأعمالهم؛ لأن تقدير الآية: ادخلوا باب المقدس خاضعين تائبين ليغفر لكم، ويزيد المحسنين من عنده فضلاً ونعمة.

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ٥٩}

  · اللغة: التبديل تغيير الشيء إلى غير حاله، والبدل ما يكون خلفًا من الشيء، والأبدال واحدهم بدل، وهُمْ قَوْم بهم يقيم اللَّه الأرض.

  والرِّجز بكسر الراء العذاب، والرُّجز بضم الراء عبادة الأوثان، ويقال: اسم الشرك كله رجز، وقال الكسائي: الرجس النتن، والرجز: العذاب، وقد يجيء الرجس بمعنى العذاب.

  · الإعراب: نصب «غير» لأنه نعت للقول، وإن كان مضافًا إلى معرفة، فإنه يكون وصفًا للنكرة؛ لأنه لا يتعرف ما أضيف إليه، إذ لا يبنى إلا وله أغيار كثيرة.