التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون 92}

صفحة 2321 - الجزء 3

  · اللغة: البركة: ثبوت الخير على النماء، وأصله: الثبوت. قال الشاعر:

  ولا يُنْجِي مِنَ الغَمَرَاتِ إِلَّا ... بَراكَاءُ الْقِتَالِ أو الفِرارُ

  أي: الثبوت للقتال، ومنه: «تبارك» أي: ثبت ما به استحق التعظيم لم يزل ولا يزال، وقيل: أصله العلو والزيادة، ثم صار ذلك في كل ممدوح مستسعد به، عن أبي مسلم.

  والإنذار: الإعلام بموضع المخافة.

  والأُمُّ: أصل الشيء، ومنه: أم القرى مكة، ومنه: أم الولد.

  · الإعراب: قوله: «مباركٌ» رفع لأنه من صفة الكتاب أي: وهذا كتاب مبارك مُصَدِّقٌ، ولم ينصبه؛ لأنه لم يجعله حالاً للاسم المضمر في «أنزلناه»؛ لأنه لم يجئ على معنى أنزلناه مباركًا.

  [{وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} أي: أهلها]، كقوله: {وَاسْألِ القَريَةَ}، وهذا من أحسن الحذف، أو بحذف المضاف، ويقيم المضاف إليه مقامه.

  قوله: «يؤمنون به» قيل: الكناية ترجع إلى القرآن، وقيل: إلى محمد، ÷، ويحتمل أن ترجع إلى الإيمان بِاللَّهِ تعالى.

  · المعنى: لما احتج بإنزال التوراة على موسى # بين أن سبيل هذا الكتاب سبيل ذلك،