قوله تعالى: {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون 100 بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم 101}
  وعن بعضهم: «شرَكَاءَ الْجِنِّ» بكسر النون على معنى: جعلوا شركاء الجن لله شركاء، وروي أن في حرف ابن مسعود: (شركاء من الجن).
  · اللغة: الجِن: أصله من السَّتْر، وسموا به لاستتارهم عن عيون الناس، ومنه:
  المِجَنّ، والجنين، والجنان، والْجَنَّة، والْجُنَّة.
  وخرقه وخرَّقه. واختلقه: افتعله وافتراه وخرصه، يعني: كذب فيه، وإنما قيل: خرقه؛ لأنه بمنزلة من أخرجه عن خرق من غير أصل، والتخرق: تخلق الكذب.
  والبديع: المبتدع، وهي صفة معدولة عن «مُفْعِلٍ» إلى «فعيل» للمبالغة؛ ولذلك تعدى «فعيل»؛ لأنه يعمل عمل ما عدل عنه، وأصله: الإبداع، وهو الإنشاء، ابتداء من غير احتذاء على مثال.
  والصاحب: القرين الملازم، ومنه: أصحاب النبي ÷، ولا يقال لمن لقيه مرة أنه من أصحابه، وفي التنزيل: {أَصْحَابُ النَّارِ} ويقال: فلان صاحب الدار في أي: مالك لها، والصاحب جمعه: صَحْبٌ.
  · الإعراب: في نصب «الجنَّ» وجهان: قال الكسائي: إن شئت على البدل من شركاء، وإن شئت على المفعول الأول، وتقديره: وجعلوا الجن شركاء لله، وقيل: «شركاء» نصب على التفسير.
  «بنين» نصب لأنه مفعول تقديره: جعلوا لله بنين.
  «سُبْحَانَهُ» نصب على المصدر، كأنه قيل: تسبيحًا له.