قوله تعالى: {قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ 104 وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون 105}
  والدنيا، ويحرسك من لظى، ويدخلك جنة المأوى. «الْخَبِيرُ» يعني العليم بكل شيء من مصالح عباده فيدبرهم على ذلك بأفعالهم فيجازيهم عليها، وهو ترغيب وترهيب.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى المستحق للعبادة لفعله أصول النعم، وتفرده بالإلهية، ويدل قوله: «فاعبُدُوهُ» أن العبادة فعل العبد، ولا يدخل تحت قوله: «خَالِقُ كُل شَيءٍ» كمن يقول لغيره: حملت كل شيء فاحمل الدواة، ولأنه دعا بما ذكر إلى العبادة، ولا يجوز أن يكون فعل القبائح سببًا لوجوبها.
  وتدل على أنه لا يُرى؛ لأن الإدراك إن قرن بالبصر لم يعقل منه إلا الإدراك الذي هو الرؤية.
  ومتى قيل: أراد الإحاطة فقد بينا فساد ذلك.
  ومتى قيل: إنه يحمل على الآخرة؟
  فجوابنا أنه تمدح بنفيه فيكون إثباته نقصًا، ولأن الآية عامة فلا يجوز تخصيصها لغير دليل.
  ويدل قوله: «وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصَارَ» أنه يدرك المدركات، وأنها صفة زائدة على كونه عالمًا، خلاف ما تقوله البغدادية.
قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ١٠٤ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ١٠٥}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «دَارَسْتَ» بالألف، ونصب التاء على معنى: دارست أهل الكتاب، قرأت عليهم وقرؤوا عليك، ويروى نحو ذلك عن علي ومجاهد.