قوله تعالى: {قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ 104 وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون 105}
  وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي: «دَرَسْتَ» بغير ألف، وفتح التاء على معنى: تلوت وقرأت يا محمد، وهي قراءة أبي رجاء، وأبي وائل، والأعرج، وابن الزبير.
  وقرأ ابن عامر ويعقوب: «دَرَسَتْ» بغير ألف، وفتح السين وجزم التاء على معنى: تقادمت وامحت، وهي قراءة الحسن، وروي عن قتادة: «دُرِسَتْ» بضم الدال، وكسر الراء، وفتح السين، وسكون التاء بمعنى: بليت وقرئت على ما لم يسم فاعله، وعن ابن مسعود وأبي طلحة والأعمش: «دَرسَ» بفتح الدال والسين بغير تاء يعني النبي ÷ درس الآيات.
  والقراءة الظاهرة: «عَمِيَ» بفتح العين وكسر الميم مخففة، وعن طلحة بن مصرف بضم العين وتشديد الميم على المجهول.
  · اللغة: البصيرة: البينة والدلالة التي يبصر بها الشيء، وجمعها: بصائر، والإبصار: الإدراك، أبصر يبصر إبصارًا، والأبصار بالفتح: جمع البصر، وهو الأصل بالإبصار؛ لأنه إدراك بحاسة البصر، أو ما يعنى بها من الذات، والبصيرة: الدلالة؛ لأنه يؤدي إلى البصيرة كما يدرك بالبصر.
  والدرس: أصله استمرار التلاوة، فمنه: درس الكتاب، ومنه: درس يَدْرُسُ دُرُوسًا: إذا محي أثره لاستمرار الزمان به، ودرسته الريح: محت أثره باستمرارها عليه، والدريس: الثوب الخلق لاستمرار الاستعمال به.
  والعمى: عمى العين، يقال: عمي يعمى عماء، ورجل عَمٍ، وقوم عمون، وهَؤُلَاءِ قوم في عميتهم؛ أي: في جهلهم، شبهوهم بالأعمى.
  · الإعراب: موضع الكاف من قوله: «وكذلك نصرف» قيل: نصب؛ لأن المعنى: نصرف الآيات في غير هذه السورة مثل التصريف في هذه السورة، فهو في موضع صفة للمصدر، كأنه قيل: تصريفًا مثل هذا التصريف.