قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون 109}
  ذهبًا، فنزل جبريل، وقال: إن شئت أصبح ذهبًا، ولكن إن لم يصدقوا عذبتهم، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم؟ فقال: «بل يتوب تائبهم» فنزلت الآية. عن محمد بن كعب القرظي والكلبي.
  وقيل: نزلت فيمن سأل النبي ÷ ما في سورة (سبحان) من قوله: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} إلى آخر الآيات.
  وقيل: تحكموا على النبي، ÷ في طلب الآيات فنزلت الآية.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما عَلِمَ من حالهم أنهم لا يؤمنون، وإن جاءتهم الآيات، فقال سبحانه: «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ» يعني حلفوا بِاللَّهِ، يعني من تقدم ذكرهم من الكفار «جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ» قيل: مجدين عازمين مظهرين الوفاء به، ولم يكن ذلك منهم لغوًا، وقيل: باليمين، وقيل: حلفوا بِاللَّهِ، فهو جهد يمينه. عن الكلبي ومقاتل، وقيل: حلفوا مبالغة في تكذيبه توطينًا للنفس على الإيمان، وقيل: حلفوا في طلب الآيات والتحكم فيها، وقيل: حلفوا إن جاءتهم آية مما سألوا آمنوا، ولكن كان المعلوم من حالهم أنهم لا يؤمنون، وليس كل عازم على أمر يحصل معزومه، وقيل: اجتهدوا وبالغوا لفظًا لا معنى وعزيمة «لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ» معجزة مما سألوه، واختلفوا فيما سألوا على ما بَيّنا في فصل النزول «لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا» أي: بالآية «قُلْ» يا محمد «إِنَّمَا الآيَاتُ» الحجج والمعجزات «عِنْدَ اللَّهِ» ما سألوا عنه وغير ذلك، وهو القادر عليه وحده، ولكن لا تتحكموا، فإنه يفعل بحسب المصالح، وقيل: الآيات في علمه فينزلها إذا علم أنها تفيد، ويؤمن بها أحد، وتقبل، فأما إذا علم خلافه فلا ينزل، وليس كذلك ابتداء المعجز؛ لأنه دلالة التصديق، فيجري مجرى التمكين، وبعد ذلك يجري مجرى اللطف «وَمَا يُشْعِرُكُمْ» أي: ما يدريكم وما يعلمكم، قيل: الخطاب للمشركين، ثم استأنف وقطع [أنهم لا] يؤمنون، عن مجاهد وابن زيد، وقيل: الخطاب للمؤمنين عن الفراء وغيره، وقرؤوا: (أن) بالفتح، و (لا) صلة، ومعناه: وما يدريكم أيها المؤمنون أنها إذا جاءت الآيات يؤمنون، وقيل: تقديره: لعلها إذا جاءت، وكذلك هي في قراءة أبي بن كعب، وقيل: