التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون 109}

صفحة 2361 - الجزء 3

  والْجَهد بالفتح: المشقة، والْجُهد بالضم: الطاقة، وقال ابن عرفة: الجُهد بالضم: الوسع والطاقة، وبالفتح المبالغة والغاية، ومنه قوله: «جهد أيمانهم» أي: بالغوا في اليمين واجتهدوا، وقال الشعبي: الجُهْد بالضم في: الفتنة، والجَهْد في العمل.

  ويقال: شعرت بالشيء: فطنت له. وليت شعري أي: ليتني [علمت]، وسمي الشاعر؛ لأنه يفطن ما لا يفطنه غيره.

  والمشاعر: مواضع النسك، والشعيرة: واحدة الشعائر، وهي إعلام المناسك.

  · الإعراب: قد بَيَّنَّا اختلاف القراءة في «أنها»، وذكرنا أن الكسر على الاستئناف والقطع إنهم لا يؤمنون، فأما الفتح فالعامل فيه «يشعركم»، وقيل: معناه لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، عن الخليل، قال الشاعر:

  أَعَاذِلَ ما يُدْريكِ أَنَّ مَنِيَّتِي ... إلى ساعةٍ في اليوم أو في ضُحى الغد

  أي: لعل منيتي.

  وقيل: «لا» صلة كقوله: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥} عن الفراء، أي: هل يعلمون أنهم يؤمنون عند نزول الآية.

  · النزول: قيل: إن الملأ من قريش قالوا: يا محمد إن موسى كان معه عصا يضرب بها البحر فينفلق، والحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينًا، وعيسى كان يُحيي الموتى، وثمود كانت لهم ناقة، فأتنا بآية مثل ذلك، حتى نصدقك فيما تقول أصلاً، وأرنا الملائكة يشهدون لك؟ فقال ÷: «إن فعلت ذلك تصدقوني»؟ قالوا: نعم، وحلفوا على ذلك، فسأل المؤمنون رسول اللَّه أن ينزلها ليؤمنوا، فسأل اللَّه تعالى أن يحول الصفا